آخر تحديث :السبت-19 أبريل 2025-07:20م
أخبار وتقارير

تقرير مركز P.T.O.C. Yemen يكشف التعاون العسكري والاستخباراتي بين الحوثيين والقاعدة في اليمن

تقرير مركز P.T.O.C. Yemen يكشف التعاون العسكري والاستخباراتي بين الحوثيين والقاعدة في اليمن
الجمعة - 18 أبريل 2025 - 03:34 م بتوقيت عدن
- باب نيوز - خاص:

أصدر مركز P.T.O.C. Yemen للأبحاث والدراسات المتخصصة، عبر وحدة مرصد الأزمات، تقريرًا جديدًا يُعد الأول من نوعه ضمن سلسلة تقارير تحمل عنوان "تحالف الإرهاب: الحوثي والقاعدة"، يسلط التقرير الضوء على طبيعة العلاقة السرية بين جماعة الحوثي وتنظيم القاعدة في اليمن، والدور الإيراني في إدارة وتمويل هذا التحالف القائم على التنسيق الاستخباراتي والدعم العملياتي طويل الأمد.

وبحسب التقرير، فإن العلاقة بين الحوثيين وتنظيم القاعدة تطورت من حالة عداء ظاهري إلى شراكة ميدانية تقوم على التنسيق الاستخباراتي وتبادل الدعم العملياتي، حيث كشف التقرير عن قيام جماعة الحوثي وبإشراف مباشر من وكيل جهاز الأمن والمخابرات الحوثي الحسن المراني، بالإفراج عن عشرات العناصر من تنظيم القاعدة بعد إخضاعهم لبرامج طائفية وعسكرية تمهيدًا لإعادة توظيفهم في مهام استخباراتية وعسكرية موجهة.

وأوضح التقرير أن تلك العناصر أُعيد توجيهها للانتشار في المحافظات المحررة، ضمن خطة تنسيق أشرف عليها ضباط حوثيون رفيعو المستوى، وشملت تزويد القاعدة بأسلحة خفيفة وثقيلة، وعبوات ناسفة متطورة، وطائرات مسيرة حديثة يجري استخدامها في تنفيذ عمليات ضد قوات عسكرية في محافظتي أبين وشبوة، في الوقت الذي تشن فيه القوات الأمريكية غارات جوية بطائرات مسيرة على أهداف وعناصر إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة.

كما بيّن التقرير أن جماعة الحوثي اعتمدت على هذه العناصر في تنفيذ مهام استخباراتية عالية الحساسية، منها الرصد والمتابعة والتنسيق مع خلايا نائمة في المناطق الخارجة عن سيطرة الحوثيين، مثل منطقة روضة الجعادنة في أبين، ومديرية حطيب وخورة والصعيد وعرماء والروضة وحبان في شبوة، ومديرية زمخ ومنوخ والعبر في حضرموت، وتوفير ملاذات آمنة للعناصر الإرهابية في مناطق سيطرة الحوثيين مثل محافظتي صنعاء وإب، وتسهيل تنقلاتهم من محافظة مأرب إلى الجوف.

وشمل التقرير وثائق سرية تؤكد قيام جهاز الأمن والمخابرات الحوثي بتنسيق عمليات مباشرة مع تنظيم القاعدة، شملت تنفيذ ضربات دقيقة استهدفت مواقع عسكرية وأمنية في محافظتي شبوة وأبين، في ظل دعم لوجستي واستخباراتي قدمه الحوثيون عبر وسطاء ومشرفين ميدانيين في محافظة البيضاء أبرزهما مسؤول التعبئة في مديرية الملاجم بالمحافظة نفسها مجاهد مرداس، ومشرف السجن المركزي في ذمار محمد عبدالوهاب ثوبان الديلمي.

كما أورد التقرير قائمة مفصلة بأسماء ضباط ومنسقين في جماعة الحوثي ممن تولوا إدارة هذه الشبكة، إضافة إلى أدوارهم في توفير التغطية الأمنية والدعم الفني لتحركات العناصر الإرهابية، وضمان تنفيذ المهام الموكلة إليهم بدقة، وتضمن التقرير خريطة مفصلة لمعسكرات ومخابئ تنظيم القاعدة في محافظتي شبوة والبيضاء، إلى جانب رصد دقيق لأدوار الدائرة 30 في جهاز الأمن والمخابرات الحوثي بقيادة القيادي المكنى بـ "أبو أويس"، في تنظيم برامج التنسيق والتخادم بين الجماعتين.

وأكد التقرير أن هذه الدائرة أوكلت مهام نوعية لتنظيمي القاعدة وداعش، تضمنت تنفيذ عمليات اغتيال واستهداف مباشر لقيادات عسكرية وسياسية في المحافظات المحررة في محاولة لزعزعة الأمن وخلخلة الجبهة الداخلية في تلك المناطق، كما كشف التقرير أن الحوثيين لا يكتفون بالدعم الميداني، بل يوفرون أيضًا وثائق مزورة لعناصر القاعدة، بما في ذلك هويات شخصية وجوازات سفر لتسهيل تنقلاتهم داخل اليمن وخارجه، ما يعكس حجم التداخل والتنسيق بين الطرفين.

وأكد مركز P.T.O.C. Yemen أن هذا التقرير يمثل انطلاقة سلسلة من الإصدارات التي ستنشر تباعًا خلال الفترة المقبلة، بهدف توثيق وفضح هذا التحالف الإرهابي القائم بين الحوثيين وتنظيم القاعدة، بالأدلة الميدانية والشهادات والوثائق الرسمية، بما في ذلك عمليات التمويل التي تعتمد عليها القاعدة عبر محلات الملابس والعسل، وطرق تهريب السلاح من الجوف إلى مأرب نحو شبوة وأبين، وشبكات التنسيق المحلية والإقليمية.

ويختتم مركز P.T.O.C. Yemen تقريره بالتحذير من أن استمرار هذا التحالف قد يحول اليمن إلى بؤرة رئيسية لتصدير الإرهاب العابر للحدود، ويدفع المنطقة بأسرها نحو مزيد من الصراعات والانهيارات الأمنية، داعيًا المجتمع الدولي إلى الخروج من مربع الإدانة الكلامية إلى تبني إجراءات عملية وصارمة تضمن تفكيك التحالفات الخفية التي تغذي العنف والإرهاب في اليمن والمنطقة.