آخر تحديث :الثلاثاء-15 أبريل 2025-10:44ص

اليمن والجوار.. أرض الفرص لا ساحة التنافس

الخميس - 10 أبريل 2025 - الساعة 12:35 م

علي الشيباني
بقلم: علي الشيباني
- ارشيف الكاتب

إلى الأخوة في الخليج العربي ..لا بد من لحظة نقف فيها من أجل المصلحة الاستراتيجية للمنطقة فما بيننا أكثر من السياسة، وأعمق من الجغرافيا. فبين اليمن والخليج دم واحد، ووشائج نسب، وامتداد تاريخي تراكمي، لو اجتمعت عليه الأمم لما استطاعت تفكيكه.


لقد مرّ اليمن في السنوات الماضية بتجارب قاسية، تقاطعت فيها الظروف الداخلية مع اللحظة الإقليمية، وتداخلت فيها المساعي الطيبة بالنوايا المتفرّقة. غير أن الوقت قد آن – بكل صدق وإخلاص – لأن نعيد رسم هذه العلاقة لا كحالة طارئة، بل كمشروع استراتيجي دائم، يُبنى على التكامل لا التنافس، وعلى الإسناد لا الانفراد.


اليمن اليوم ليس عبئًا ينتظر من يحمل ثقله، بل بلدٌ غنيٌ بموارده، عظيمٌ بشعبه، رحبٌ بجغرافيته، متنوعٌ بقدراته. وهو لا يطلب من أشقائه أكثر من أن يُنظر إليه كفرصة شراكة، لا كساحة صراع، وكدولة سيّدة، لا كمسرح تنازع.


لسنا هنا لنسرد ما فات، بل لنفتح صفحة جديدة، نكتبها معًا، ونحسن فيها الظنّ بعضنا ببعض. صفحة تكون فيها اليمن عنصر استقرار في الإقليم، لا بفضل التدخل، بل عبر التفاهم والتكامل والتنمية المشتركة.


إن في اليمن من المقومات الاقتصادية، والثروات الطبيعية، والموقع الجغرافي ما يجعلها بوابة خير للخليج، لا بوابة قلق. وإذا ما تكاملت الرؤية، وتآزرت الأيادي، فإن ما نحققه سويًا سيكون مضرب المثل في العالم كله.


إن رسالتي إليكم، من موقع الحرص والمحبة، أن نُعيد تعريف العلاقة بين اليمن والخليج، لا من منطلق التاريخ وحده، بل من منطلق الضرورة والمصلحة المشتركة، وأن نؤسس لمرحلة جديدة، يُحترم فيها القرار اليمني، وتُثمّن فيها الشراكة الخليجية، ونتجاوز معها سنوات الألم بسواعد أبناء هذه الأمة جميعًا.


نريد لعدن أن تكون نافذتنا البحرية المشتركة، ولحضرموت أن تكون مركزًا للتكامل الثقافي والاقتصادي، ولصنعاء أن تستعيد بهاءها وتُفتح على جيرانها بودّ وسلام.


فهلّا بدأنا من جديد؟