آخر تحديث :الخميس-17 أبريل 2025-08:45م

اليمن والخليج.. دعوة لتجديد الرؤية وتصحيح المسار

الثلاثاء - 08 أبريل 2025 - الساعة 10:07 م

علي الشيباني
بقلم: علي الشيباني
- ارشيف الكاتب

من قلبٍ يعرف فضل الجوار، ويؤمن بأن العروبة لا تكتمل إلا بتعاضد أهلها، وبأن الإسلام لا يقوم في أمةٍ يتنازع فيها الأشقاء ويتباعد فيها الجيران أتحدث إليكم أيها الأشقاء في الخليج العربي بروح التاريخ المشترك الذي يجمعنا و الأهداف الواحدة التي يجب أن نعمل معا للوصول اليها


نعلم أن اليمن لم يكن يومًا بلا عثرات، وأن كثيرًا من جراحه كانت بسكاكين أبنائه. ولكن الإنصاف يقتضي أن نُمعن النظر أيضًا في ما آلت إليه العلاقة بين اليمن وأشقائه، لا لنلقي اللوم، ولكن لنعيد ترتيب الأولويات بما يُفضي إلى سلامٍ شامل واستقرارٍ دائم.


لقد بات واضحًا أن شكل التداخل الخليجي في اليمن، على تنوّعه، لم يُؤتِ أكله على الوجه الذي نرجوه جميعًا. لم تنجح الجهود المبذولة حتى اليوم في إعادة اليمن إلى مداره الطبيعي كدولة مستقرة، قادرة، حاضنة لشعبها، وسندٍ لأشقائها. ولا يعود ذلك إلى سوء نوايا، ولكن إلى تراكم سياسات تحتاج اليوم إلى مراجعة شجاعة ومسؤولة، برؤية تُبصر المستقبل لا الماضي.


نحن في اليمن لا نطلب من إخواننا في الخليج سوى ما نرجوه لأنفسنا و هو استقرارًا يعم الجميع، واحترامًا متبادلاً يُبنى على السيادة لا التبعية، وعلى الشراكة لا الوصاية. ونُدرك تمامًا أن أمن اليمن من أمن الخليج، كما أن استقرار الخليج لا يكتمل إلا بيمنٍ آمنٍ قوي.


من موقع مسؤولية نمد ايادينا و قلوبنا لأشقائنا في دول الخليج كافة، داعيين إلى فتح صفحة جديدة تُبنى على المصارحة والمصالح المتبادلة، وترتكز على حقيقة واحدة: اليمن ليس عبئًا، بل فرصة؛ ليس خصمًا، بل سندًا؛ وليس مشروع خطر، بل رافعة أمن وسلام إذا أُحسن التعامل معه.


من أجل مستقبل منطقتنا، من أجل أجيالنا القادمة، من أجل دماء نزفت وعائلات تشرّدت، تعالوا لنُغيّر الطريق، ونُجدد النوايا، ونبني ما هُدم.