آخر تحديث :الأربعاء-09 أبريل 2025-09:41م

مواجهة البحرين

الأحد - 29 ديسمبر 2024 - الساعة 12:47 ص

شكري حسين
بقلم: شكري حسين
- ارشيف الكاتب

ليس لدى منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم ما يخسره في مواجهة نظيره البحريني اليوم السبت، برسم الجولة الثالثة من منافسات بطولة الخليج في نسختها الـ (26) بدولة الكويت الشقيقة، ولم يُعد في متناوله ما يمكن البكاء عليه بعد أن خسر مواجهتيه الأوليتين أمام المنتخب العراقي والسعودي تواليًا وتقديمه لمستويات أكثر من رائعة أمامها، لولا سوء التركيز ولحظات التوهان التي حصلت في ظل فارق الخبرة، وهي أمور تحصل أحيانًا لأفضل المنتخبات العالمية.

من سوء طالع منتخبنا أنه خلال هذه الدورة، بحث عن بقعة ضوء، أمام منتخبات متخمة بالانتصارات والإنجازات " خليجيًا، وقاريًا"، ومشبعة بتحقيق النجاحات، ويملكون لاعبين من الوزن الثقيل عربيا وقاريا، ويتكئون أيضًا على أمكانيات مادية وفنية هائلة، ومنهم من ينام على الديباج ويعيش حياة الترف والدعة والرخاء، بينما حال لاعبي منتخبنا ووضعهم وحياتهم ومعيشتهم غير خافية على كل ذي عينٍ منصفةٍ.

لا ينبغِ أن يعقد كلًا منا على حاجبيه ويقطّع جبينه ويشتاط غضبا ويقيم الدنيا ولا يقعدها لخسارة مباراة أو الخروج من المنافسة، أو لعدم قدرتنا حتى اللحظة من تحقيق الانتصار في دورات الخليج، فمن الأنصاف الآخذ بالأسباب والأجواء المحيطة والفوارق التي لا يمكن قياسها حتى بالسنين الضوئية، خصوصا ونحن نقف في أخر الترتيب من حيث الوعي والإدراك بأهمية كرة القدم والرياضة بشكل عام كما هو الحال في بلدان الجوار.

ندرك تمامًا أن الشعب اليمني عاطفي بطبعة ومتحيز لأبناء وطنه، ويحب أن يرى منتخب بلده في أحسن صورة وأجمل برواز، لكن ما بين الأمنيات وتحقيق الانتصارات عوامل كثيرة نفتقدها ولا نستطيع الإمساك بها، حتى ما قبل حالة التشظي والتشرذم التي تشهدها البلاد، وأيضًا قلة الدعم والاهتمام مقارنة بما يتم انفاقه على منتخبات المطلوب من منتخبنا مقارعتها والفوز عليها.

في حالتنا اليمنية وواقعنا المر، من المهم أن يتكاتف الجميع لدعم جهود اتحاد كرة القدم والوقوف معه بعد أن ظل محافظًا على مشاركة منتخباتنا الوطنية في مختلف المشاركات العربية والقارية، باعتبار كرة القدم المتنفس الوحيد لكافة الشعب في شماله وجنوبه شرقه وغربه، وعبرها أي كرة القدم سارت مواكب الالتقاء والفرح بين أبناء الوطن على مختلف مشاربهم وانتماءاتهم واضعين مآسي الحرب ونكباتها خلف ظهورهم، في بلد تتسرب منه الأفراح كما يتسرب الماء من بين فروج الأصابع.

لكرة القدم سحر خاص ومنافساتها طعم مختلف، وحتى نخوض المنافسات بشكل جيد ونقّدم مباريات استثنائية في شكلها وزمانها وفي مضمونها وتحديها للظروف لا بد من (التجييش) على المستوى الرسمي والشعبي والإعلامي لتنال كرة القدم في بلادنا مما تستحقه من الدعم والاهتمام، والتخلص من قلاع التيئيس التي لا تكترث في وضع المعيقات أمام كل عمل وجهد يصب في مصلحة رياضة بلدنا وكرة القدم على وجه التحديد.

كل الأمنيات لمنتخبنا اليوم في مواجهة نظيره البحريني، الذي أكد علو كعبه أمام منتخبي السعودية والعراق، وقدّم نفسه أمام جماهير الرياضة المحبة والعاشقة لكرة القدم كأحد أبرز المنافسين لنيل لقب هذه النسخة.