آخر تحديث :الأربعاء-09 أبريل 2025-09:41م

مخلفات الحرب

السبت - 21 ديسمبر 2024 - الساعة 10:17 م

فهد البرشاء
بقلم: فهد البرشاء
- ارشيف الكاتب

منذ أن وضعت الحرب أوزارها، والواقع يُنتج لنا بشكل يومي ومقزز أشكالاً وألواناً من أبطال ورقيين وهلاميين اكتسحوا الساحة بعنجهية السلاح أو بعلاقات الرفاق، أو عبر الأسطوانة المشروخة "قدّمنا شهداء".

هذه الإفرازات التي أنتجتها الحرب أثّرت بشكل سلبي وكبير على واقعنا وحياتنا، وأوصلتنا إلى قمة الضياع والشتات والأسى. ولم يقدم كل هؤلاء الورقيين شيئاً للبلد أو للمواطن أكثر مما قدموه لأنفسهم وجيوبهم وكروشهم المتدلية.

انهيار متسارع للعملة، ارتفاع جنوني للأسعار، بسط وسلب ونهب أراضي البسطاء، ممارسة المناطقية النتنة على البعض بحجة الجغرافيا والأحقية في السلطة والوطن، والتملك لكل شيء.

كنا قاب قوسين أو أدنى من بلوغ المرام والوصول إلى الهدف المنشود وتغيير واقع البلد للأفضل، ولكن الأنانية واللصوصية وعدم الدراية والمعرفة بفن الإدارة والسياسة وبيع الضمائر والذمم أدخلت البلد في حرب أخرى أشد خطراً وفتكاً من الحرب الحوثية، ولم تقم لنا قائمة بعدها.

نحن اليوم لا نعاني من أزمة مالية أو اقتصادية بقدر ما نعاني من أزمة ضمائر وأخلاق وغياب مخافة الله. كل هذه الأمور أوجدت لنا حالة الشلل الاقتصادي والضياع والشتات وغياب الأمن والدولة وهيبتها.

إذن، لا نرمي باللوم على الغير، فنحن من أدخلنا أنفسنا في دهاليز هذه المعمعة، حينما فكرنا بأنفسنا ومصالحنا، وبعنا ضمائرنا وذممنا مقابل حفنة من المال لا تسمن ولا تغني من جوع.

فهد البرشاء

21 ديسمبر2024م