آخر تحديث :الثلاثاء-29 أبريل 2025-11:56ص

التكتل الوطني قوة سياسية فاعلة في معركة إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة

الثلاثاء - 29 أبريل 2025 - الساعة 01:31 ص

د. قاسم الهارش
بقلم: د. قاسم الهارش
- ارشيف الكاتب

يعد التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية في اليمن اليوم من أبرز الأطر الوطنية الجامعة، التي تشكلت استجابة للظروف الاستثنائية التي فرضها انقلاب مليشيات الحوثي على الدولة اليمنية ومؤسساتها الشرعية.

ومنذ تأسيسه، برز التكتل كحاضنة سياسية وطنية، عملت على توحيد جهود ورؤى القوى السياسية المؤمنة بمبادئ الدولة المدنية الحديثة. وأسهم بفاعلية في تعزيز وحدة الصف الوطني المناهض للانقلاب، من خلال تمسكه بالشرعية الدستورية والمرجعيات الثلاث، كأساس لأي تسوية سياسية عادلة ومستدامة.

وفي هذا السياق، أدرك التكتل الوطني أهمية توسيع التحركات السياسية والدبلوماسية لمواجهة المشروع الحوثي الانقلابي. فعمل على بناء علاقات متينة مع القوى الإقليمية والدولية المؤثرة، ساعيا إلى حشد الدعم لاستعادة مؤسسات الدولة، وكاشفا للعالم عن حجم المخاطر التي يمثلها استمرار سيطرة المليشيات الحوثية على أمن اليمن والمنطقة برمتها.

ولم تقتصر جهود التكتل على مقاومة الانقلاب فحسب، بل امتدت إلى بلورة تصور وطني شامل لمرحلة ما بعد إنهاء الانقلاب. فقد أقر تشكيل لجان مختصة لإعداد خطط متكاملة لإعادة بناء مؤسسات الدولة، وضمان شراكة وطنية واسعة في صياغة مستقبل اليمن، بعيدا عن الإقصاء أو التهميش، بما يعزز فرص تحقيق سلام دائم وشامل.

وفي إطار جهوده لتعزيز صمود المجتمع، كان التكتل الوطني صوتا داعما لمطالب الشعب اليمني في مواجهة الأزمات الاقتصادية والمعيشية، خاصة في المناطق المحررة. وقد دعا الحكومة إلى الاضطلاع بمسؤولياتها الوطنية، وتحسين الخدمات الأساسية، والعمل الجاد على معالجة الأزمات الاقتصادية المتفاقمة، بما يسهم في تخفيف معاناة المواطنين وتعزيز استقرار المجتمع.

لقد جسد التكتل الوطني نموذجا مشرفنا للعمل السياسي المسؤول، القائم على التوافق والشراكة الوطنية، بعيدا عن الحسابات الضيقة والخلافات الثانوية. فبقدرته على تجاوز إرث الماضي، تمكن من تقديم رؤية موحدة لإنقاذ اليمن، مدركا أن النجاح في إنهاء الانقلاب الحوثي لن يتحقق إلا بتكاتف جميع القوى المؤمنة بالحرية والدولة المدنية الحديثة.

واليوم، يواصل التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية أداء دوره الحاسم في المعركة الوطنية لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، مستندا إلى تمسكه بالثوابت الوطنية، ومواصلاً نضاله للدفاع عن إرادة الشعب اليمني، وبناء مستقبل قائم على العدل والديمقراطية والسلام.

وها هو التكتل الوطني يثبت أن الإرادة الوطنية الموحدة هي السبيل الأمثل لاستعادة اليمن حرا، آمنا، ومستقرا.